الأمن
القوات المسلحة و اجهزة الامن و الاستخبارات تمارس اهم الادوار و اكثرها خطورة ضمن اي دولة او كيان سياسي. فهي تلعب دورا مهما عندما تغدو قوات مدافعة عن الوطن و الكيان و ضمان امن المواطنين، و تمارس دورا خطيرا عندما تصبح اجهزة قمع و ميلشيات، و ادوات سرية بيد الحزب و المجموعات الصغيرة، و وسائل لنشر الرعب و العبث بالخارطة السياسيةو تصفية الصراعات و الخلافات الداخلية.
فرغم تضحيات قسم كبير من مسؤولي و افراد القوات المسلحة و الامنية في اقليم كردستان على مدى السنوات الثمان عشرة الماضية و نكرانهم للذات، لازالت هناك حقيقة لايمكن تجاهلها ألا وهي ان النظام الامني في كردستان نظام غير ديمقراطي و مبهم و غير متحضر، فالقوات المسلحة و الاجهزة السرية، و عوضا من الانتماء للوطن و الشعب، صارت تنتمي للحزب و داخل الحزب تنتمي للمجموعات و الزمر السرية و داخل هذه المجموعات تنتمي فئة المتنفذين، و لازال الانقسام الاجتماعي للقوات المسلحة و الامنية يتم على اساس مناطقي و قبلي و موالاة ضيقة.
ان قائمة التغيير تعتقد بان الاخلاص للوطن و الكيان القومي و الامن الوطني، لا يتحقق بالمزايدات و الصراخ و كيل الاتهامات ونشر الرعب بين المعارضين السياسيين، بل يتطلب تغييرا جذريا في نظام القوات المسلحة و الاجهزة الامنية.
ويستدعي اعادة تأهيل لتلك القوات و الاجهزة على نحو يجعل منها درعا تحمي الكيان الوطني و المجتمع المدني و دولة القانون و النظام الديمقراطي، و تطهيرها من كل اشكال الانتماء الحزبي و المناطقي و القبلي و الشخصي الضيق.
و الا فان مستقبل كيان اقليم كردستان ستتهده مخاطر التجزئة و انبثاق العديد من الكانتونات، لأن المساحة الامن المتحقق حاليا بفضل اخلاص الجماهير و وعي قسم كبير من منتسبي القوات المسلحة و الامنية، سوف لن تستمر وسنواجه جميعا مخاطر حقيقية في المستقبل القريب، ستنعكس بالضرر على الجميع و السلب على تجربتنا عموما، بل وعلى مستقبل القوى السياسية التي لها ميلشيات مسلحة و قوات امنية و استخباراتية و تمتلك اسلحة و ترسانات خاصة بها.