الثقافة و الابداع
بعد الانتفاضة تحرر شعب كردستان من سلطة الاحتلال، بيد انه مابرح اسيرا ومبتلى بالعديد من اشكال السلطة المخيفة.. مثل الانفراد بشؤون السلطة، و سلطة الجهل و بث الرعب في نفوس و قلوب المواطنين.. وسلطة الاصنام الرموز الذين يحتلون العقول و يعرقلون حرية الضمير والتفكير و النقد.
ان قائمة التغيير تؤمن بان مواجهة تلك السلطات السوداوية ينبغي ان لا تكون مواجهة سياسية بحتة، بل حربا فكرية، ثقافية، ومنافسة وصراعا حضاريا. فالسلطات الحزبية و الحكومية في كردستان لم تشجع الطاقات الثقافية و الفنية و الفكرية حتى الان على خوض المنافسة الحضارية، كما ان المشاريع الثقافية و الفنية و الاعلامية و المواقع الالكترونية و القنوات التي انطلقت بعد الانتفاضة و مارست دورا تنويرايا في تحرير ارادة الانسان الكردي، أدت هذا الدور باستمرار على حسابها النفسي و الامني و المالي، و تعرضت لحروب نفسية، وتهديدات بالقتل وكيل الاتهامات الباطلة لها.
في حين ان تشجيع كل الطاقات و القدرات الفكرية و الفنية هو من صلب مهام الحكومة، حتى لو كان اصحابها من المناهضين للحزب او الشخص الحاكم، لكن التخصصيات المالية الكبيرة تمنح للقنوات الاعلامية ووسائل الدعاية الحزبية، اما المساعدات المالية الممنوحة لأي مركز او مثقف او فنان مستقل، فكانت نظير موقف سياسي محدد، او مقابل التزام الصمت، او تلقت تهديدات بقطع تلك المساعدات عنها، و بالتالي اخضاعها.
و لاشك في ان المبدع عندما يغتصب معنويا سيفقد الثقة بذاته والقدرة على الابداع، بمعنى ان غالبية تلك المساعدات انفقت لتجفيف منابع الابداع عوضا عن تطويرات مجالاته.
و رغم ان اسواق الاقليم تتجه نحو الانفتاح، و تسجل الموازنة المالية مستويات مرتفعة، الا ان سوق الثقافة و الفن لم يشهد حتى الان تطورا يذكر بحيث يستطيع المثقفون و الفنانون و الصحافيون طرح نتاجاتهم الفكرية والفنية دون مساعدة من الدولة، و ادامة معيشتهم من عائدات نتاجاتهم، لذا فان قائمة التغيير ترى بانه من الضروري تخيص جزء من موازنة الاقليم المالية للأستثمار في المجال الثقافي و الفني و الاعلام، وتأمين كل المستلزمات المادية و المعنوية لأولئك المبدعين و الفنانين الذين يخدمون الثقافة و الفن الكردي، و يكشفون عن المعلومات المخفية و ثقافات الشعوب بالجيل الجديد.و لكن ينبغي ان لا يكون هذا الدعم نظير موقف سياسي اطلاقا، و عدم استخدامه كسلاح ابتزاز.
ان احد الاهداف الاستراتيجية لقائمة التغيير هو تشجيع كل الجهود باتجاه تنوير العقول و تعزيز وعي الانسان و تحرير ارادة الجيل الجديد و تعويدها على التفكير و الانتقاد و حض المثقفين و الصحافيين على ان كونوا اصحاب كلمة و مساهمة في المجالات العامة.